لا أسمع لا أرى .. أتكلم !



بما أني اجترحت الكتابة، فلا بد أن يرتبط البوح عندي بنقاطٍ سوداء ، بقيَت في نفسي كبقاء القهوة في قعر الفنجان ..أنا أكتب حين تزداد وطأة هذه النقاط السوداء على كاهلي .. الكتابة إثم ، ولا أدل على ذلك إلا أن الكثيرين يُقدّمون الحقيقة مغلفة دائما ومستترة بخمار العادة .. دائما نتجاهل كتابة بعض الحقائق التي تصرخ بين السطور، وتضج حروفنا بالرمز والإيحاء ، وعليه،فما جدوى الكتابة إذًا؟!كنت أظن أن الكتابة دواء بمقدوره تقييد بعض همومي ، ومنبر من منابر الحرية أستطيع أن أظهر فيه بعضٌ من تمردٍ ما استطعت إظهاره.. وكنت أظنها .. امتداد لصوتٍ خافت في نفسي أُرْغِمَ على انتهاج الصمت ، كان يجب أن لا أخشى شيئا / أحدًا حال بوحي. في نفسي الكثير من (كان يجب) هذه ، والكثييير من النقاط السوداء التي تجاهلتُ محوها بالكتابة .. ولأجل أني لم أبلغ كل ذلك .. مازلتُ محتجزة في زنزانة الكتابة، لا زلت أشعر أنني مجرد جبانة لا تستطيع مواجهة هذه النقاط السوداء !وجدتني مع القلم كما أنا مع واقعي : أقف عاجزة عن حل بعض الأمور المتشابكة ، ناقمة على عجزيو مُصرّة على التظاهر بأن كل شيء على ما يرام .! والآن أجدني متزودة بالحقد الكافي على نفسي ، الذي يحملني على الكتابة ..
معلمتي حكت لنا عن الكتابة .. قالت : الكتابة دواءٌ لأمراض النفوس ، وترياقٌ لسموم الحياة .. لكني أجدها السم و المرض الذي يوشك أن يفتك بأوصال عقلي .يجب أن تكون دواءً، وإلا فما جدواها ؟ يجب أن تكون !



(1)




لم أكن لأرى غير أناي الجميل المعتزّ بمبادئه الذي يظن أنه لا يفتأ يجلد نفسه دائما بفلكة الضمير ، لكنهم اخترقوا حدود أناي وطعنوها لتشي مراياهم بما عشوت عن رؤيته بي ، ورأوه مرارًا ..لم يتحدثوا عنه، وقد كنتُ أريد أن أبرر ردود فعلي أحيانا لكنه غضبهم! هو ما أرغمهم على الوشاية به .. ربما أكون أنا المخطئة في نظرهم أو تافهة ، لكنني أرى أني محقة جدا ومظلومة جدا وأنهم تافهون جدا وفارغون جداً، يجادلون في التفاصيل الصغيرة ..



نقطة سوداء :

يشي الخدّ كم كانَ وقع الصفعة عليه