كـ الخضابِ عيدي



أنتَ آسرٌ .. بغترتكـ وعباءتك السوداء المعتقة بالعود التي تخلع في نفسي هيبة أحبها ..


أبي .. اشتقت لك ، ولطلتك البهيّة يوم العيد .


ما زال يحملني الحنينُ إلى أبي


وتروغ من شوقي له هجعاتي


ولقد تذوب له عصارة أدمعي


وتـفرّ من ثكلي له سلـواتي


من لي بثوبكَ؛ فالعيونُ تجمدت


والقلب ألفى مظلمَ الطرقاتِ


،’,


يداكِ العابقة برائحة الحناء.. وحدها نكهة العيد التي أحبها ..


أنتِ عيدي


تدبُّ الروحُ في جسدي إذا ما


تناهى صوتكـِ الدافي أمانـا


دبيبُ النمل فوق أديم ِ أرض


مصدّعةٍ ؛ قد اشتاقت حنانـا


أيا أمي أتوقُ لحضن ِدفء


أواني في لياليـيّ الحزانـى


فيهمي فيضُ حب ٍ سرمدي


يُغيثُ الروحَ / يملؤني جِنانا


،’,


كان غباء مني حين اخترت هطول المطر يوم العيد تحديدا ..


فستأتي أعيادٌ وأنا مقفرة ، وستنبعث ذكرى المطر مع ميلاد كل عيد ..


ليظل عيدي لا يشبهه عيد !


،’,


كمن يخبيء الفرحة في صناديق ..كنت


وعلى صدر الخزانة أعلق رزنامة الأيام ، لأطلق سراح فرحٍ سجين خبأته للعيد فقط !


حتى إذا مضى يوم .. أشنقه بجرّة قلم ..


وكـ سجين ٍٍ قاب قوسين أو أدنى من الحرية .. يكبرُ الفرح حتى ليكادُ أن ينضح من جوانب الصندوق ،


ويطلع من نواحيه ..


أُطـِلُّ بشوق ٍعلى فستاني الجديد .. فأذوب جذلاً


عمَّا قريب سأرتديك وسأجر ذيلك باختيال ..


كان ما يُميّزُ العيد في نظر الطفلة إذ ذاكـ


أنه مناسبة فريدة للبس الجديد..


حتى إذا تصرمت الأيام وصار العيد من الغد


تنادي عليّ جدتي لتخضب بالحناء يداي فأشهق فرحا ،


وأتمنى لو أرفعها عن الأرض وأدور بها في أرجاء دارنا لفرط سعادتي بطقوس العيد التي أقدسها..


وكانت الحناء سببٌ في أرقي ليلة العيد ..


بل ..


وجَلَبَةُ صناديق الفرح في خزانتي كذلك


أفرأيتم سجينا ينامُ آخر ليلة له في السجنِ ، أو يقرُّ له قرار؟


ويأرقُ جـَفني حتى يغلبني النعاس في ساعات السحر ..


وأستفيق فجر العيد كأنشط ما يكون ..


وقد تخضبت يداي بخضاب السعادة ، ورقص فستاني فرحا ..


وطار قلبي انتشاءً حتى غرّد مع عصافير الجنائن !


الخضاب (كانَ) عيدي .. واليوم َعيدي كالخضاب !


حتى يد الروتين تسللت لتغتال تفرّد يوم العيد في نفسي


وربما.. أنا من قتله !


زهقت روح العيد يأيدينا .. وضاع ثأره بين عاداتٍ مقيتة :(