طفولة ُالطين


*
*
عامٌ مضى
وأنا ..أنا
لا البحرُ يذكرني
ولا أمواجه حطـّت هنا
وعلى شواطئ مرفئي
عاقرتُ أقداح المنى
كم أثملتني !
مزقتني
طوّحت أسراب سعدي
جندلت فرسان إصراري
لتزرع في أرجاء خفقي
كل يأس ِ
ها أنا أمضي وقلبي ..
فارغ ٌ إلا من الذكرى المريرة
مترع ٌ بجروحٍ
ليسَ تجدي مَعَهَا ..
أيُ حيلة
***
كنتُ طِفـْـلَـ(ـهْ)
أُشْرِعُ نافذة الصبح
لـ أقلد صوتَ الكَرَوَان
أتمنـّى لو أغدوَ مِثـْـلـَهْ !
وعلى شُرُفـَاتِي..
كنتُ أُسْرِجُ خيل خيالاتي لأمضي
طاويةً أفقَ يومي
وكذا أمسي وغدي..حيثُ نبضي!
كان نبضي ..
ابنُ جارتنا " محاسن "
لا!
بل كان نبضيَ حلواه اللذيذة
كنّا وإياه ..
نقتسم الفرحةَ قسمان
لنلعب بعدها في ثرىً قد بلــّـلَ الغيمُ ظماه
وأروى
نهماً ، طال سُكناهُ وريده..
فرحاً ..نرقـُصُ تحت زخـّات المطر
ونواري الخوفَ مثواه الأخير
وخطانا ..
يالـخطانا ..!
أمستْ ملطخة بالطين
منذ لطخها الطين تلاشتْ
كل أسراب الطفولـ(ـه)
ونقاء الأقحوان
ومضتْ مهاجرة ً
خلف طيرِ الكَرَوَان ..

ليست هناك تعليقات: